Skip to main content

شهاده محمد سلطان أمام لجنة توم لانتوس حول حقوق الأنسان في مصر 3 نوفمبر 2015

أسمي محمد صلاح سلطان عمري 27 سنه مصري أمريكي . قد تربيت بغرب امريكا و انا مواطن فخور من ولاية اوهايو .  كأمريكي و مسلم  دائما ما كان لدي شغف بالعدالة الإجتماعية . بينما كنت في الجامعة أنضممت لكثير من الجماعات و منظمات الطلبة منظمين العديد من الأحداث الإجتماعية لجمع الملابس و التبرعات للكوارث المحلية و العالمية . لقد كرست وقتي و مالي و جهدي كي أكون مدافعاً عن الديمقراطية و العدالة في كل مكان . و لذلك كالعديد منكم قد ألَهمت و أملت عندما رأيت المظاهرات السلمية تحدث في الشارع في 25 يناير 2011  تطالب بنفس الحقوق التي تمتعت بها و أحببتها كأميركي . مثلت بالنسبة لي الحقيقة العالمية للقيم الأميريكية . أحسست بأن الربيع العربي كان يٌعرف اللحظه لجيلي . لذلك أخذت إجازه من الجامعة لأشارك في المظاهرات . و لكن لكوني ولد مصري مطيع من أسره مهاجره كادحه تخرجت في العام التالي من جامعة ولاية  أوهايو و أخذت وظيفه ثابته كمدير في شركه خدمات بترولية متوسطة المستوى . و لكن مجدداً الحياه أعترضت الطريق ؛ حيث أضطررت لأن أنتقل لمصر في مارس 2013 لأهتم بأمي التي تم تشخيصها بسرطان الثدي و أخي الأصغر كان يعاني من مرض كورون " ، والمعروف أيضا باسم متلازمة كرون و التهاب الأمعاء الإقليمي ".
انا لم أدعم الرئيس مجمد مرسي المعزول أبداً، ولكن قد أرعبتني فكره أن يقوم الجيش بإزاحة أول رئيس مصري منتخب بطريقة ديموقراطية في التاريخ .
دفاعاً عن المبادئ الديموقراطية أنضممت لإعتصام رابعه المناهض لإنقلاب 3 يوليو 2013 كمترجم للصحفيين الغربيين هناك .أنا شخصياً شهدت المجزرتيين الأوليتين حيث أن المتظاهريين السلميين ضربوا بالرصاص أثناء الصلاه أمام المبنى الرئيسي للحرس الجمهوري في 8 يوليو 2013 وفي المنصه في 27 يوليو 2013 . و قد كنت أيضاً حاضراً في مجزرة 14 أغسطس 2013عندما قامت قوات الأمن بتفريق أعتصام رابعه بالعنف و القتل العشوائي لأكثر من ألف متظاهر سِلمي .
في هذا اليوم للإستعراض المروع لعنف الجيش أستقرت رصاصه في كتفي بعد أن تفاديت الرصاصه الأولى التي كانت على بعد إنشات قليله من رأسي . بعد عدة أيام في داخل عياده قام طبيب بإدخال مسامير معدنيه لدعم العظم المكسور بعد إستخراج الرصاصه. قامت قوات الشرطة بإعتقالي أنا و ثلاثة أصدقاء صحفيين هم سامي مصطفى و عبدالله فخراني و محمد العدلي في 25 أغسطس 2013 بينما كنت أتعافى في بيت العائلة في حي المعادي في القاهرة . أبي الذي كان نائب وزير في النظام المعزول تم القبض عليه بعد ذلك بعدة أشهر.
 
 في بداية الأعتقال أنا و أصدقائي تم نقلنا بين ستة سجون و أقسام شرطة (البساتين- مانشية ناصر- الخليفة – أستقبال طره – ليمان طره شديد الحراسة - وادي النطرون 2 ) . في الزنازين المكتظة كان هناك حفلة الترحيب من الحراس و الظباط واقفين في صفين و قد جعلونا نجري وسطهم و كانت تحيتنا بالعصيان و الجَلد بالأحزمة وقد ضربت على زراعي المكسور  التى كانت ما تزال تلتئم مدة ساعتين بعد أن جردنا من ملابسنا عدا الملابس الداخلية  . و قد تم تكبيلي لسجين آخر طوال الوقت حتى خلال أستعمال دورة المياه . قد تم أستجوابي بواسطة قوات الأمن القومي مغمى العينين و قد تم سؤالي عن مكان أبي و عن معلومات تخصه .
بعد يومين من الأعتقال تم أصدار مذكرة إعتقال بتاريخ قديم  25 أغسطس 2013 . و بعد ذلك تم نقلنا لمبنى  نيابة أمن الدوله العام و تعرضنا لأستجواب قاسي حول أرائنا السياسية . و قد تم أتهامنا بجرائم غير معقوله  من ضمنها :
·       عضو في جماعه إرهابية
·       تشكيل عصابة
·       التآمر ضد النظام
·       و الأفضل على الأطلاق نشر معلومات خاطئة بشكل عالمي بهدف تكدير الأمن العام .
و هذه هي التهم ذاتهتا التي حوكم بها طاقم قناة الجزيرة و لم يقدم أي دليل في أي وقت من الأوقات  أو عمل أي تحقيق قانوني . و في خلال هذه الفتره و حتى أول جلسة محاكمة لم يسمح لنا ولا محامونا أن نرى الأدلة المقدمة ضدنا .
بدون أي سلطه قانونيه قام ظباط أمن الدوله بإستجوابي مرتين مغطى العينين في سجن طره .
في كثيرٍ من الأحيان المدعي العام قد تجاهل طلباتي المتكرره لأدنى شكل من أشكال الرعايه الصحيه . مع أن ذراعى كانت مكسوره و قد كنت أعاني من أضطراب مسبب لتجمعات سيئه للدم "جلطات" و الذي من أجله كنت أعالج بمسيلات للدم . و كنت أعاني من عدة كدمات على المرفق و الكتف بسبب الضرب و التعذيب .و أحد المسامير الطبيه " السابق ذكرها" أخترقت الجلد عند المرفق "الكوع" و مسمارآخر أحدث تمزُق في عضلة كتفي . أنا قاسيت عمليه لإزاله 13 مسمار طبي كانت في  زراعى لدعم و أصلاح الضرر الناجم عن الجرح الذي تسبب به الطلق الناري الذي عانيته على يد قوات الأمن المصرية.
قد تم إجباري على القيام بالعمليه بدون أي تخدير و مهدئات من أي نوع لأن السلطات المصرية التي شهدد أعتقالي الغير قانوني رفضت نقلي إلى مستشفى بالرعاية الجراحية المناسبة . الطبيب الذي قام بالعملية كان زميلي في السجن و أستعمل فى العملية كماشه و شفره حلاقة مستقيمة بدلاً من مبضع جراحي ، و قد أستلقيت على ملائة قذره  و المساجين الآخرين ثبتوني حتى لا أتحرك  من الألم حتى لا أخاطر بفقدان الأحساس و فاعليه عمل ذراعي بشكل دائم . الألم كان بشع لدرجة أني أحسست أن رأسي يمكن أن تنفجر في أي لحظه . في النهايه أٌعطيت حبتين أسبرين بعد ساعه تقريباً عندما أحس الحراس أن صراخ زملائي المساجين للمساعده غير محتمل "مزعج ".
بعد أن أستوعبنا أن قضيتنا كانت مطابقه لقضيه طاقم الجزيره  ، و حتى يتم تجنب تعاطف عالمي مماثل أخبرنا ممثل النيابة  أن قادة الأخوان المسلمون و سياسيون و إعلاميون مشهورون ربما يتم إضافتهم لنفس القضيه ضدنا حين أن تنقضي مدة 150 يوم أعتقال  ، و قد تفائلنا حين عرفنا أننا سننظر بواسطة قاضي . لقد أعتقدنا أننا في النهايه سنكسب الظهور أمام قاضينا الطبيعي الذي سيستمع لنا و أنه حتماً سيطلق سراحنا . و لكننا قد صدمنا حين أمر القاضي بتجديد حبسنا 45 يوم بدون حتى سماعنا . في نفس اليوم 26يناير 2014 قد قررت أن أبدأ إضراب عن الطعام مفتوح الأجل إعتراضاً على الأعتقال الظالم .
و في إضرابي عن الطعام أوقفت كل أنواع الطعام و أخذت فقط السوائل لشهور عدة و هذا كان أول أضراب عن الطعام من نوعه يسجل في مصر . و بسبب عدم وجود أي رعايه صحيه قد أصبت بإنسداد رئوي و تسع غيبوبات سكر في السجن . و في كل مره كان وضعي الصحي مؤلم جداً حى ترك سلطات السجن بدون خيار إلا أن ينقلوني إلى مستشفى خارجي لأن مستشفى السجن لم تكن مجهزه لتتعامل مع حالتي . بعد 16 شهراً من الإضراب عن الطعام كنت قد فقدت 72 كيلو جرام من 122 كيلوجرام  هو وزني الأصلي و فقدت وعيي عدة مرات مخاطراً بفشل أعضاء جسمي و كنت قد قاربت أعتاب الموت .
من 18 ديسمبر 2014 و حتى وقت إطلاق سراحي  163 يوم لآحقاً أودعت بغرفه بدون شباك أبعاد هذه الغرفه هي أثنان و نصف في ثلاثة أمتار في عزله تامه في بناء في الجانب الأكثر حراسه في السجن في تسع طبقات من الجدران و قد أٌبقيت في العزل مدة 8 أشهر من قبل لكن هذه المره كان الوضع أقسى و أكثر وحشيه حيث كنت في عزله تامه حيث لا إتصال بالبشر ولا شبابيك للشمس ولا  أي صوت لأي شئ حي ولا تريض في باحة السجن و لا تعرض للشمس و في أول شهرين قد منعت من الكتب و الصحف ولا ساعه أو جهاز راديو و لا أى لا شئ على الأطلاق يساعد على مرور الوقت .
و بعد عدة أيام من الصمت كنت قد أنهرت تماماً و بدأت في خبط رأسي في الباب حتى نزفت كفايه لأحتاج ضمادة . و قد أستمر التعذيب النفسي حتى أن سلطات السجن بدأت في تشجيعي على قتل نفسي . الحراس كانوا يلقون بشفرات من تحت الباب أو يتركوا سلك كهرباء عاري في الغرفة . و قد قال لي الجنرال محمد علي و هو ظابط كبير في السجن " ريحنا و ريح نفسك من الصداع ده " .
و بعد ذلك بدأت سلطات السجن بحرماني من النوم . حيث في البدايه بدأوا أبقائي مستيقظاً عن طريق جعل الحراس يأتون لبابي في أوقا ت مختلفه في الليل مع مفاتيح كما لو أنهم على وشك إقتحام الغرفه . ولا حقاً وضعوا  مساجين آخرين على بابي يصرخون في وجع . ثم وضعوني تحت ضوء كشاف كبير مدة 72 ساعه . و في النهايه وضع الحراس وامض ضوئي في غرفتي الذي أصابني بنوبات عصبيه . وفي المقابل رفضت أن يقوم طبيب السجن بأخذ معدلاتي الحيوية [ضغط الدم –نسبه السكر و ما إلى ذلك ، فقام الحرس بتقيدي في كرسي متحرك و ضربي للأذعان بأمر من كبار مسئولي ظباط السجن .
وفي الليل بعد عدة أسابيع جاء حارس و ممرضه حاملين مريض من مستشفى السجن يدعى "رضا" لغرفتي . "أهتم به" قالها لي الحارس و أغلق الباب خلفهم . بدأ رضا يصرخ في ألم و أنا ضربت الباب طلباً للمساعده ولكن لم يأتي أحد رغم أن الحارس الذي خصص لي كان خلف باب غرفة الحبس المنعزل .مات رضا أمامي و لم يفتح الحارس الباب حتى اليوم التالي ، بعد 15ساعه قال الحارس " انت مخبطش على الباب جامد كفايه " و الطبيب و الظباط الكبار قالوا لي " انت سيبت الراجل ده يموت ، انت إزاي عملت كده" و قال لي طبيب سجن لاحقاً أن "رضا" كان مريض بالسرطان "ميئوس من شفاءه" و بالرغم من أني أعرف التقنيات السيكولوجيه و العاطفيه التي أستخدموها لكسري إلا أن موت رضا كان أكثر من  تجربه ساحقه بالنسبة لي . حيث لم أستطع التغلب على مقدار الذنب اللذي أحسست به وما زلت أحس به . و مازلت أحلم بكوابيس عن هذا في الليل.
    و بعد أن فشلت هذه التقنيات في كسري أو جعلي أقتل نفسي ، قامت سلطات السجن بنقل أبي لنفس السجن و بدأت في أستخدام أساليب تعذيب ممنهجه أستعملوها ضدي عليه بينما أمروا الحراس بأن يحكوا لي بالتفصيل كل ما يحدث معه بإختصار تعذيب بالنيابه و قد أستمروا على فعل هذا حتى النهايه حتى آخر يوم في السجن  . قد ترجيتهم لأرى والدي المحكوم بالإعدام أو حتى أن أسمع صوته قبل أن أغادر ولكن هم لم يسمحوا بذلك . وقد  غادرت بدون أن أعرف إن كنت سأراه أو أسمع صوته مجدداً .
هذه كانت صوره عامه عن تجربتي مدة 21 شهر في السجون المصريه و التي بالكاد تظهر سطح المعاناه لأكثر من أربعين ألف معتقل سياسي من جميع الأيدولوجيات و الخلفيات السياسية و يواجونها في السجون المصرية اليوم . و بسبب سوء سمعة قضيتي و الجهود الدولية و كل شئ تحملته حدث بعلم من السفاره الأمريكية بمصر . و لل 40000 أو أكثر من المعتقلين الغير محظوظين اللذين هم غير معروفون أو لديهم أي علاقات دولية ليس هناك أيّة تغطيه أو إدانه على أي مستوى . المؤسسات الغير حكوميه و مؤسسات حقوق الإنسان قد رٌحلوا جميعاً خارج مصر ، و الصحفيين مٌعرّضون للغرامة و السجن إذا أذاعوا حقائق تعارض الرواية الرسمية للدولة . و لأني أملك الميزه كوني أحمل جنسيتين كانت لدي الفرصه التي ليست لكثيرين حيث  جائت ديموقراطية للدفاع عني .  كثير من الناشطين و المدونين المصريين المشهورين و قادة في حركة الشباب 6 أبريل ضمنهم علاء عبد الفتاح و أحمد ماهر و محمد عادل مازالوا مسجونين لأختراقهم قانون منع كل التظاهرات . تعرضت النساء للأعتداء الجنسي و الأغتصاب في السجون ، الأطفال تحت سن الرشد  سجنوا  لأنضمامهم لمظاهرات سلميه متظاهرين ضد النظام . الصحفيين و المحامين سجنوا بسبب أداء وظائفهم . السلطات المصرية مسئوله عن الأختفاء القسري لناشطين حيث يختفي الناس ثم يظهرون بعدها بشهور ، و آخرون لم يظهروا بعد .
في بيان الأستقلال آبائنا المؤسسون كتبوا خصيصاً " أن الخالق وهبنا حقوق لا يمكن التنازع عليها من ضمنها الحياه و الحريه و السعي وراء السعاده و لتأمين هذه الحقوق الحكومات و المؤسسات بين البشر يأخذون قوتهم العادله من موافقة المحكومون و أنه في أي وقت إذا جائت أي شكل من الحكومات مدمره لهذه الحقوق فإنه من حق الشعب أن يغيرها و يزيلها و يؤسس حكومه جديده و يٌرسي قواعدها من هذه المبادئ و ينظم قوتها في صوره مماثله ، بشكل لا يؤثر على أمان الشعب و سعادته" .
في مصر الذي كان على المِحك قبل دخولها عالم السياسة و الثورة كانت دعوه للكرامه الأنسانية و الحرية و كيف يعامل المصريين بعضهم البعض . الحريه حي حق من عند الله و ليست اختيار أو تفضٌل . عندما يتحول هذا الحق إلى حٌلم بعيد لا يكون هناك شك أن القمع موجود . أنا لست أتحدث إليكم عن مواقف نظرية من الصٌحف و البرامج الحوارية بل أنا واحد من الشباب الذين لم يكونوا متورطين في أي شئ سوى طلب الحرية بكل نقاء و بساطة . قد وهبنا الله الحرية و قد سرقت منا بشكل ظالم . و عندما حدث ذلك قاوم المصريين بسلمية سواء من خلال المظاهرات أو الأضراب عن الطعام ؛ لكن هذه المنافذ تم خنقها بسرعة و اًصبح الشعب في قمعِ أكثر .  و مع إلغاء الآليات غير السلمية و خنق مناخ التكلم ضد الظلم ما الذي يٌتوقع ؟؟  المحاولة لفرض الأستقرار من وجهه نظرهم من خلال إغتصاب الحرية لن ينتج عنها شئ سوى التشدد. هذا هو الواقع الخطير لأن الشباب هم الأغلبية في دولة مثل مصر و مما يجعل المستقبل محفوف بالمخاطر . القمع لن يسبب إلا فجوه بين النظام و المستقبل . الحرية هي الحل الصحيح.
حرية جموع الشعب لا توافق مصالح الجهات الصناعية التابعة للجيش المصري . حتي يسيطروا أقتصادياً على مصر بالطريقه المتبعة الآن . الشعب يجب عليه إما يُشتروا ليدخلوا المنظومة أو يتم إخضاعهم إليها . ليس هناك أى خيارات أخرى سوى المعارضة لكل هذا و لكن الثمن هو حكم قاسي بالسجن أو الموت .
في مصر  قام النظام  بإستقطاب المجتمع و خنق كل السبل للتعبير السلمي و الدخول في السياسة أو المجتمع المدني أو الأعلام تاركاً العديد  موتى أو مختفين أو مسجونين أو مختبئين أو منفيين .  قوانين التظاهر و الأرهاب لم تترك أي مجال لأي حوار ذات مغزى في مصر تاركة إياك تعترض وحدك .  هذا لا ينطبق فقط على المعسكر الأسلامي الذي تمت شيطنته ؛ولكن أمتد لكل صوت للمعارضة من مختلف الأيدلوجيات و الطوائف السياسية . البيئه الحالية هي أرض خصبه للرجعية حيث أن الكثير من الشباب المصري يجدوا أنفسهم متشككون في الثوابت مثل الحرية و الديمقراطية  التي كانوا يوماً يقدسوها عندما يروا العالم الحر صامت في وجه قمع السيسي . الحكومة مستمره في تكريس كل مصادرها لخنق أي معارضه بدلاً عن مواجهة التشدد . الأضراب عن الطعام الذي قمت به أعطاني منفذ إيجابي لأقاوم القمع و الرجعية  في نفس الوقت ، ولكن هذه ليست القضية لآلاف المعتقلين رغم تمسك البعض بالأمل . الأستقطاب المجتمعى وتدهور المبادئ و الأخلاقيات  و نمو الكفر بالنموذج الديموقراطي هم بعض الأنعكاسات الواضحة لهذا الظلم البالغ و إنتهاكات الحقوق الأنسانية الأساسية من جهة النظام الذي يصعد في قمعه . أنا أعرف مباشرة الأحساس باليأس الذي يطغى على حدود المصريين الأسرى . و كنت أيضاً أتلقى تقارير ساخره من مسؤلين مصريين يقولون ان العالم المتقدم قد هجر مٌثله و قيمه و أغمض عينه عن مساوئ دوله تحكمها العسكريه . هذه البيئة هي الأرض الأكثر خصوبه  للأيدولوجيات المتشددة . السياسة الأمريكية الأمنية الثقيلة  الحالية  تجاه مصر هي أن تغمض العين عن الأنتهاكات "كخسائر جانبيه"  لمواجهة الأرهاب ، و لكن هذا التفكير يجب أن يعاد النظر فيه .
و سوف أعطيكم مثال من تجربتي الشخصية على سوء أستخدام الموارد ، سوف أخبركم عن اليوم الذي حكم فيه بالإعدام على أبي و صديقي و صحفي و 11 آخرون في القضية التي حوكمت فيها . في 16 مارس 2015 في عربة الترحيلات رجوعاً لسجن طره شديد الحراسه ، كان هناك رجل طويل الشعر يرتدي عِمه سوداء و قد أقسم الولاء لداعش و قد اعترف أمام القاضي يحتفل بخبر التبرئة و الأفراج عنه بينما أبي و 13 آخرون يتلقون نبأ الحكم عليهم بالإعدام قد صدرت هذه الأحكام عن نفس القاضي . القاضي الذي شهدته أنا بنفسي يمزح مع الرجل المذكور سابقاً بعد أن حكى له عن تغيير ولائه من القاعدة للدوله الإسلامية .
النظام الحالي ليس فاشلاً في مواجهة الإرهاب فحسب و لكنه أيضاً يستعمل الحرب على الإرهاب كغطاء ليقمع كل صوت معارض حتى يتمسك بالسلطة . هو يصنف كل المنشقين السياسيين كإرهابيين بينما داعش تتطور في قلب القاهرة و بينما قواعد جنودهم تتكون في السجون . 
بعدم مواجتنا لأسباب قيام الفكر المتشدد نحن فقط نخلق أعداء جدد للمستقبل .ضريبة مواجهة الإرهاب لا يمكن أن تكون بخلق إرهابيين جدد ، غير أن هذا ما يحدث حالياً في مصر . نحن نزود النار التي نحاول إطفائها بالوقود بدعمنا للسيسي .
دعم النظم الشمولية الإسنبدادية عديمة الشفقه ليس حلاً طويل الأمد و لم يصلح في الماضي لهزيمة المتشددين ؛ لذلك لماذا يمكن ان يصلح الآن ؟؟ لو حقاً نريد مواجهة التشدد بطريقة فعاله يجب أن نغير منظورنا . بدلاً عن السجن و عدم وجود مكان للمعارضة و الشعور المتنامي بالخيانة و الهجر هناك جمهور كبير جداً من الشباب السياسي المتنوع مسجونون و هم الأكثر تأثراً لعملية الرجعية . و نحن نعرف من التاريخ ما هي مشاكل مثل هذه المعامله في السجون المصرية . بإخراج المقاومة السلمية من على الطاوله مصر أصبحت أرض لنمو التشدد أكثر منها شريك في الحرب عليه .
الحقيقة هي أن في كل يوم يمر بدون مخاطبة ال 40000 معتقل سياسي الأحتمال يزيد في أن يتحول المعتدلون مؤيدوا الديموقراطية إلى قضايا متشددة . في ضوء الحرب المتزايدة في جميع أنحاء العالم ضد التشدد هذا الأمر هو مهم و عاجل . الولايات المتحدة لا يمكنها تحمل أن تأخذ المخاطرة في دعم النظام الشمولي غير القابل للأستمرار .
هل يمكن عمل شئ ؟
أنا دليل حي أننا نمتلك ورق ضغط حيث أن الذين أٌعتقلوا معي مازالوا يعانون بينما بسبب ضغط الولايات المتحدة أنا حر . السياسة الوحيدة المثبتة لتخفيف المأزق من بعض المسجونين السياسيين  كانت دوما الضغط المباشر و المستمر من المجتمع الدولي و الولايات المتحدة في الصداره . هذا لا ينطبق  فقط على مزدوجي الجنسية مثلي و الكنديين المصريين و الأستراليين " طاقم الجزيرة" ولكن أيضاً للمصريين من طاقم الجزيرة و أيضاً لعشرات من النشطاء التي تلقت قضاياهم دعم دولي .
ما الّذي يمكن عمله ؟
أنا أعتقد أنه هناك منافع هائله للولايات المتحدة من الأستقرار في مصر و الأقليم ، و لأجل المعركة ضد داعش و التشدد و لأجل الديموقراطية كمبدأ أن تقوموا بالأتي :
·       أن تصدروا تصريحات علنية مطالبين السلطات المصرية بإطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين . هنا على الأقل 7 مزدوجي الجنسية خمسه منهم أمريكان و أكثر من 20 صحفي و 176 برلماني سابق و عشرات من المسئولين السابقين و مئات الأكادميين و آلاف من الشباب يعانون أوضاع مذريه .هذا لا يعطي النظام المصري إنذار بأن العلم يراقب و لكنه أيضاً يبطئ أيضاً عملية التكفير بالديموقراطية و الحريه بين الشباب .أنا فقط تعلقت بالأمل لعلمي أنا هناك أناس لم يتخلوا عني .
·       المطالبة بحساب النظام المصري بطريقه تتناسب مع الدعم الضخم الذي نقدمه و كحليف كبير في أقليم مهم.
·       تقديم الوثيقة المصرية التي في مجلس الشيوخ حالياً المذكره fy16 للأعتمادات . حيث أن أتفاقية الدعم العسكري  تكون مشروطه بالأفراج عن المعتقليين السياسيين . وأيضاً مطالب دولية تحتاج قائمة بأسماء المواطنين الأمريكيين المعتقلين كمساجين للضمير في الخارج . مؤكدين على أهمية  أن هذين الجزئين الأخيرين يجب  أن يضموا للصوره النهائية من المذكره .

Comments

Popular posts from this blog

ANGEL-A

Angela is a good spirit that came from heaven to help Andrea not to kill himself ... that is a French  movie that was on foxmovies last night.   it's  in black and white ... the story is there is this guy Andrea Mossa who lives in Paris tries to jump from a bridge because he is so depressed and he has no money..  there is this prostitute who saves him.  she is 180  tall girl.. blond and pretty and does not have much cloth on ... She told him she is his reflection ,she can see through him ,she can see kindness and and sweetness and great kind of love and this is all feminine. And he has the worst manly features.... greed , lies , ambition and fear of failure ..  I am talking today about that particular scene when she takes Andrea to that public bathroom and put him in front of a mirror and teach him to see himself ..  she says what do u see in the mirror ?  he says a beautiful girl .. she says what's next to the girl ? he looks down to him self with sorrow and says

Nature of people

once we became  rebels i felt like i wana talk .. i had dreams up to the sky , thought about all the right things that needs to be done .. i was so much exited i felt that i can fly .. i was so angry at scared people i  wanted to tell them STOP being afraid we only live once and it better be good... but by the time we kept losing the fire  ... events and killing and    we were going through dirty war of  rumors and all off u know the rest .. i kept righting things for people  and i wanted to publish it in collage but .. didn't    يوميات انطوان تشيخوف                                   ترجمه جولان حاجي عن أخبار الأدب  جراء طيشنا و لأن غالبيتنا العظمى عاجزه عن التفكير , و لم تعتد عليه و لم تعهد النظر إلى ظراهر الحياه فإتتا لن نصادف الناس في أي مكان آخر يرددون" ياللسخف "  ......... أي مكان آخر تتدنى فيه آراء الناس لهضه الدرجه من السطحيه و هضا الأستخفاف بمزايا الآخريين أو أسئلتهم الجديه .. و من جهه أخرى ما من مكان آخر يذخر تحت سطوه الأسماء بمثل هذه الفداحه كما يحصل

أنتهى

عن البدايات الجديده  و النهايات الغير متوقعه حديثه العهد  عن صدمة الجديد بكل نقاواته و إبهاره  عن الأرتباطات الشرطيه اللعينه بكل ماكان و ما هو كائن  تقول العاطره انه عند ترميم أثر ما دائماً ما يري مكان الشرخ  دائماً ما ترى العلامه  ها انا ذا احاول ترميم بقايا القلب و الروح  و لكن في النهايه تظل العلامه هناك  ظاهره  فقط لمن يدقق النظر